للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- قول عبد يغوث الحارثي:

أيا راكبًا إمَّا عَرَضْتَ فَبَلِّغَنْ … نَدامَايَ من نجرانَ أنْ لا تَلَاقِيَا (١)

[المنادى المضاف لياء المتكلم، والمضاف إلى مضاف للياء]

المنادى المضاف إلى ياء المتكلم، كقولك: "يا صَاحِبِي" و "يا صَدِيقِي" و "يا حَبِيبِي" هو نوع من المنادى المضاف، فهو إذن منصوب، لكن بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم.

لكن العرب استخدموا هذا النوع من المنادى بالذَّات على خمسة وجوه، أو بعبارة أخرى وردت فيه خمس لغات هي:

١ - صورة الأصل وهي إثبات الياء الساكنة: كقولنا: "يا صديقِي" ومنه قول القرآن: ﴿يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ﴾ (٢).

٢ - إثبات الياء مفتوحة: كقولنا: "يا صديقِيَ" ومن ذلك قول القرآن: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً﴾ (٣).

٣ - حذف الياء وإبقاء الكسرة دليلا عليها: كقولنا: "يا صَدِيقِ" ومنه


(١) عرضت: معناه مررت عرضا بأهلي وبلدي، نداماي: أصحابي في أوقات البهجة.
يقول وهو سجين: أيا راكبا، إن مررت بأهلي وأصدقائي، فبلغهم رسالة من سجني في "نجران" بأننا لن نتلاقى، لأنني أتوقع النهاية في هذا السجن!!
الشاهد: في "أيا راكبا" المنادى نكرة غير مقصودة، لأنه لا يقصد راكبا معينا، ولذلك جاء منصوبا.
(٢) من الآية ٦٨ سورة الزخرف.
(٣) من الآية ٥٣ سورة الزمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>