للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تقديره في الإغراء "الزَمْ" وفي التحذير "احذرْ" والاسم الثاني توكيد له أو معطوف عليه.

وينبغي التنبه هنا إلى مسألة خاصة بأسلوب التحذير وحده وهي استعمال الضمير "إياك" -هكذا للمخاطب- سواء أجاء مكررا أم معطوفا عليه أم بدون عطف ولا تكرار، ومن شواهد ذلك:

- قول الشاعر:

فإيَّاكَ إيَّاكَ المِراءَ فإنه ... إلى الشَّرِّ دَعَّاءٌ وللشرِّ جالِبُ١

- وقول الآخر:

فإيَّاكَ والأمْرَ الذي إنْ توسّعَتْ ... مَوَارِدُهُ أعْيَتْ عليك مصادرُه٢

وينبغي أيضا معرفة أن العطف في التحذير مع "إياك" ليس من عطف المفردات -في أحسن الآراء- بل هو من عطف الجمل، ففي قول عمر لمعاوية "إياك والاحتجابَ دون الناس" يقدّر لكلمة "إياك" فعل تقديره "أحذّر" أما كلمة "الاحتجاب" فيقدر لها فعل آخر تقديره "اجتنبْ" ثم تعطف الجملة الثانية كلها على الأولى.


١ المراء: المجادلة بالباطل.
الشاهد: في قوله: "إياك إياك" حيث استخدم في التحذير كلمة: "إياك" مكررة.
٢ موارده: مصارفه، مصادره: الجهات التي يأتي منها.
يقول: احذر الأمر الذي إن توسعت مصارفه أتعبتك مصادر نفقاته، والبيت يستخدم في كل شيء يتوسع فيه أكثر من الطاقة.
الشاهد: في قوله: "إياك والأمر" فإن "إياك" استخدمت في التحذير بالعطف عليها، وهو -في أحسن الآراء- لعطف الجمل لا المفردات.

<<  <  ج: ص:  >  >>