للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بينهما، كقولنا: "سهرُ الليلِ ويقظةُ النهارِ" ومن كلام العرب: "عثمانُ شهيدُ الدارِ والحسينُ شهيدُ كربلاء، ومالكٌ عالِمُ المدينةِ" وقول القرآن: ﴿يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ﴾ وقوله أيضا: ﴿بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ﴾.

الثانية: ما تأتي بمعنى "من" وضابطها -في تحديد النحاة- ما كان المضاف إليه كلًّا للمضاف، وبعبارة أخرى: ما كان المضاف جزءا من المضاف إليه ويصح تقدير "مِنْ" بينهما، كقولنا "بدلةُ صوفٍ وقميصُ حريرٍ وخاتمُ ذهبٍ".

الثالثة: ما تأتي بمعنى "اللام" وهي غير النوعين السابقين، وهي كثيرة جدا في اللغة العربية، مثل "صداقةُ العمر وأستاذُ المادّةِ وحريةُ الوطنِ وحضارةُ الأمةِ".

وقد جاء في "أوضح المسالك" عن ترتيب هذه الصور الثلاث في الاستعمال العربي ما يلي "تكون الإضافة على معنى "اللام" بأكثرية وعلى معنى "مِنْ" بكثرة وعلى معنى "في" بقلّة" ا. هـ.

والحق أن "الكثرة والقلة" لا يمكن ضبطهما هنا تماما؛ لأن الشواهد والأمثلة لكل من هذه الصور أكثر من أن تحصى، والأمر كله مرجعه للذوق اللغوي الذي بمقتضاه يمكن معرفة صورة الإضافة بتقدير "من" أو "في" أو "اللام".

[الأسماء الملازمة للإضافة وما يجب أن تضاف إليه]

الأصل في الأسماء العربية أن تكون صالحة لاستعمالها مضافة، وأن تكون صالحة أيضا لاستعمالها مفردة -أي

<<  <  ج: ص:  >  >>