لكن هناك أسماء في اللغة خرجت على هذا الأصل، فلا تستعمل أبدا إلا مضافة، وأسماء أخرى خضعت لهذا الأصل، لكنها إذا أضيفت التزمت الإضافة إلى أمور خاصة في اللغة فوجب التنبيه عليها هنا لهذا السبب.
والحق أن استيفاء هذه الفكرة بفرعيها يحتاج لحديث طويل -موضعه مطولات النحو- ولذلك فإن ما يذكر هنا هو أهم ما يحيط بهذه الفكرة دون أن يشملها جميعا.
وأهم الأسماء الملازمة للإضافة أبدا تتلخص فيما يلي:
أولا: ما تلزم إضافته للضمائر:
أ- كلمة "وَحْد" وتضاف للضمائر جميعا -الغيبة والخطاب والتكلّم- فتقول "سَهرْتُ وَحْدِي" و "أجَبْتُكَ وَحْدَكَ" و: "عَبَدْتُ الله وَحْدَه" ومن هذا قول الراجز:
ب- ما يضاف لضمير الخطاب فقط، وهي كلمات في اللغة توصف بأنها "مصادر مثناة اللفظ وتفيد التكرار" وهي "لَبَّيْك، سَعْدَيْك، حَنَانَيْك، دَوَالَيْك، هَذَاذَيْك" ومعنى "لبَّيك" إجابة لك بعد إجابة، والإجابة يتبعها الاستجابة، ويتّجه الحجاج لله قائلين:"لبّيك اللهمّ لبّيك"، ومعني "سعديك" إسعادا لك بعد إسعاد، فلك السعادة الدائمة، ومن ذلك ما جاء في الأثر عمن يحج من مال حرام أنه إذا قال "لبيك" أجابه من السماء من يقول: "لا لبَّيْك ولا سَعْدَيْك وحَجُّك مردودٌ عليك"، ومعنى "حنانيك"
(١) الشاهد: في "وحدكا" حيث أضيفت كلمة "وحد" إلى ضمير المخاطب وهذه الكلمة تعرب دائما حالا، وتؤول بالنكرة.