فإن بعض النحاة يرى أن المنادى لا يحذف مطلقا، وأن "يا" في الموضعين السابقين إنما هي "حرف تنبيه" ولا علاقة لها بالنداء.
الأسماء التي تنادى:
الأسماء التي تنادى أو أنواع المنادى خمسة، وإليك هذه الخمسة وحكمها حين تنادى من حيث البناء والإعراب:
المفرد العلم: يقصد هنا بالمفرد -كما هو في باب لا: النافية للجنس- ما ليس مضافا ولا شبيها بالمضاف وإن كان مثنى أو مجموعا، ويقصد بالعلم -كما مر في باب المعرفة والنكرة- ما دلّ على مسماه دون واسطة، وذلك مثل "محمد، خالد، فاطمة" أو "محمدان، فاطمتان" إلخ.
النكرة المقصودة: هو الاسم الذي يكون لفظه نكرة، بحيث يمكن إطلاقها على أفراد كثيرين، ولكن واحدا من هؤلاء الأفراد يتعين بظروف الكلام، أو بتعريف النحاة:"هي التي يقصد بها واحد معيَّن مما يصح إطلاق لفظها عليه ا. هـ" فلنفترض مثلا محاكمة سياسية، يشير فيها الادّعاء إلى أحد المتهمين قائلا:"يا خَائِنُ أنتَ تَسْتَحِقُّ الإعْدَامَ" أو في محاكمة عادية يقول الادعاء فيها: "يا مُجْرِمُ، لا بدَّ أنْ يَقْتَصَّ منكَ المُجْتَمَعُ" فمن الواضح أن لفظي "خائن، مجرم" نكرتان، لكن معناهما تحدد بظروف الكلام، فقصد بهما أحد الأشخاص.
هذان النوعان "المفرد العلم، النكرة المقصودة" حين يناديان يبنيان على ما يرفعان به، فتقول مثلا:"يا مُحَمَّدُ" بالبناء على الضم، وتقول:"يا مُحَمَّدَانِ" بالبناء على الألف و: "يا مُحَمَّدُونَ" بالبناء على الواو.
النكرة غير المقصودة: هي التي تبقى شائعة دون تحديد لفظا ومعنى أو بتعريف النحاة: