للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصورة الثالثة: لاحظ الأمثلة التالية:

يستحق احترامَنا كلُّ جنديّ شجاعٍ قلبًا صلبٍ عودًا.

ويثير احتقارَنا كلُّ جنديّ جبانٍ قلبًا فَسْلٍ تصرفًا.

فهذه الصورة تتكون -كما ترى في الأمثلة- من الصفة المشبهة معربة بحسب ما يقتضيه نظام الجملة قبلها + الاسم بعدها خاليا من الضمير ومن "أل".

الناحية الثانية: إعراب الاسم بعدها:

ورد الاسم بعد الصفة المشبهة في اللغة مرفوعا ومنصوبا ومجرورًا، والقصد هنا توجيه هذه الوجوه الثلاثة من الناحية الإعرابية.

توجيه الرفع: لاحظ المثال التالي:

من الرجولة أن يكون الشابُّ نبيلًا قلبُه ذكيًّا عقلُه.

فكل من الكلمتين بعد الصفة المشبهة -وهما "قلبه، عقله"- مرفوع على أنه فاعل، وهناك رأي آخر يقول: إنه بدل من الضمير المستتر في الصفة، وهو رأي لا شهرة له.

توجيه النصب: لاحظ المثالين:

من الأنوثة أن تكون الفتاةُ رقيقةً قلبَها لبِقَةً حديثَها.

ومن صيانة الأنوثة أن تكون الفتاةُ حُرَّةً نفسًا عفيفةً سلوكًا.

فكل من الكلمتين "قلبها، حديثها" في المثال الأول، ثم "نفسا، سلوكا" في المثال الثاني منصوبة، وفي المثال الأول الكلمتان معرفتان، وفي المثال الثاني نكرتان.

قال النحاة: الاسم المنصوب المعرّف بعد الصفة المشبهة يعرب على أنه "شبيه بالمفعول له" لأن الصفة المشبهة من الفعل اللازم، فلا يصح أن يعرب الاسم بعدها مفعولا به، بل هو شبيه بالمفعول به، أما الاسم المنصوب النكرة بعد الصفة المشبهة، فيعرب على أنه "تمييز" وذلك أحسن ما قيل في هذا الموضوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>