للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ففي هذه الأمثلة أسماء معطوفة في المثالين الأولين بحرف "الواو" وفي المثال الأخير بحرف "الفاء" وكل اسم معطوف يتحقق له ما سبق ذكره من أنه يشارك ما قبله في الإعراب المعنى.

من ذلك التفسير السابق تُفهم العبارة النحوية المشهورة عن جملة العطف وهي "أن تصلح لصنع جملتين مستقلتين منها" نظرًا لاشتراك كل من المعطوف والمعطوف عليه في الأمرين السابقين -الإعراب والمعنى- ولعل هذا يفسر تسمية سيبويه لهذا الباب في كتابه بأنه "باب الشّرِكَة".

[حروف العطف ومعانيها]

تمهيد:

حروف العطف -على ما هو مشهور- عشرة أحرف هي "الواو، الفاء، ثم، حتى، أم، أو، بل، لكن، لا، إما" لكن الحرف الأخير "إما" موضع أخذ ورد كثير، ومثاله ما ورد في القرآن: ﴿حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً﴾ فقد قال ابن عقيل بعد أن أورد الآية: وليست "إمَّا" هذه عاطفة خلافا لبعضهم؛ وذلك لدخول الواو عليها وحرف العطف لا يدخل على حرف العطف ا. هـ.

وعلى هذا النهج سار كثير من النحويين، فتركوا هذا الحرف ولم يتعرضوا له في حروف العطف، واعتبروها تسعة أحرف فقط.

هذا وقد أسهبت كتب مسائل النحو في الحديث عن معاني هذه الحروف التسعة، والمناقشات حول هذه المعاني، بحيث إن هذا الباب كله يمكن اعتباره حديثا عن معاني هذه الحروف.

والحق أن المعاني التي تذكر لهذه الحروف كقولهم مثلا: "ثم: للترتيب والتراخي" أو قولهم: "حتى: للتدريج والغاية" دراسة أسلوبية حيث يتضح

<<  <  ج: ص:  >  >>