تكاد كتب النحو الكبرى تتفق في تعريف "التابع" على عبارة واحدة هي "التابع هو الاسم المشارك لما قبله في إعرابه الحاصِل والمتجدِّد وليس خبرا ا. هـ".
والإعراب "الحاصل" يقصد به الإعراب الموجود فعلا في الجملة -أي جملة- وفيها يشارك التابع متبوعه رفعا أو نصبا أو جرا، وربما أيضا تبعه في الجزم إذا كان المتبوع فعلا، وهو قليل.
نقول:"المجتمعُ المتحضرُ يرَاعِي الضميرَ الوازعَ قبل القانونِ الرَّادعِ" فمن الملاحظ أن الكلمات "المتحضر، الوازع، الرادع" تتبع ما قبلها في الإعراب، الأولى تبعته رفعا، والثانية تبعته نصبا، والثالثة تبعته جرًّا.
ويقصد "بالمتجدِّد" ما إذا تغيرت الجملة، فتغيرت وظائف الكلمات المتبوعة فيها، حينئذٍ تتغير أيضا وظائف الكلمات التابعة لها، فإذا غيرنا الجملة السابقة فقلنا:"إنّ المجتمعَ المتحضرَ يُراعَى فيه الضميرُ الوازعُ سابقًا القانونَ الرادعَ" فإنه يلاحظ تغير التوابع في إعرابها بعد أن تجدد إعراب المتبوعات في الجملة الجديدة.
ويبقى هذا القيد الأخير "ليس خبرا" ويقصد به صورة واحدة من صور الخبر هي "الأخبار المتعددة" فنحن نقول مثلا: "عصرنا علْمٌ عملٌ قوّةٌ" فالأخبار المتتالية متفقة في الإعراب، فلو غيرنا الجملة اتفقت في الإعراب.