من خلالها معنى هذه الحروف في الأساليب التي وردت بها، فهي إذن من اختصاص دارس البلاغة لا دارس النحو.
وعلى ذلك، كان من المنتظر أن يترك هنا -في دراستنا النحوية- الحديث عن هذه القضية التي شغلت الكثير من الصفحات في غير اختصاصها إذ يكفي دارس النحو أن يعلم أن هذه الحروف المذكورة تشرك ما بعدها مع ما قبلها في الإعراب والوظيفة النحوية.
والحق أنني هممت أن أترك هذا البحث تماما، لولا أن بعض هذه المعاني يرتبط به أحيانا أمور نحوية في الجملة التي بها العطف أو في العطف بها وذلك مثل الحروف" أم، أوْ، بلْ، لكِنْ" حيث يعطف ببعضها بعد النفي أو الإيجاب -وهذه معانٍ نحوية- كما أن بعضها الآخر يكون عاطفا أو غير عاطف مثل "أمْ" وأن ذلك مرتبط بمعانيها كما سيأتي.
من أجل ذلك نسوق هذه المعاني -دون إسهاب ولا اضطراب- مع ذكر أمثلة وشواهد لهذه الحروف التسعة، وربما كان ذكر هذه الأمثلة والشواهد أهم -في نظري- من ذكر معاني هذه الحروف، وإليك إذن هذه الحروف ومعانيها.
[١ - الواو: مطلق الجمع]
المقصود من ذلك أنها تجمع بين المعطوف والمعطوف عليه في حديث واحد وهذا معناها فقط، فلا يفهم منها تأخر المتأخر ولا تقدم المتقدم ولا العكس ولا تصاحبهما معا.
قال السيرافي: أجمع النحويون واللغويون من البصريين والكوفيين على أن الواو للجمع من غير ترتيب ا. هـ.