للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ج- إذا كان الضمير للمتكلم أو المخاطب، فلا يصح أن يأتي منه بدل الكل من الكل إلا إذا دل على إحاطة، بمعنى أن يبين البدل المقصود من الضمير بيانا شاملا لكل أفراده، عندئذٍ فقط يصح مجيء بدل الكل من ضمير المتكلم والمخاطب، كما جاء في القرآن: ﴿رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا﴾ (١).

[البدل في الأفعال والجمل]

لعلَّه أمر غير جديد أن يكرر هنا مرة أخرى أن الأصل في التوابع أن تكون في الأسماء المفردة، وما خرج عن هذا الأصل يشار إليه في مكانه كمجيء التوكيد اللفظي في الحروف والأفعال والجمل، وكذلك العطف في الأفعال والجمل، وهنا أيضا فيِ "باب البدل".

أ- يمكن إبدال الفعل من الفعل، تقول: "إن تصم تمتنع عن المفْطِرَاتِ تَنَلْ ثواب الله" وتقول: "إنْ تُصل تسجد لله فتلك عبادة"، ومن ذلك ما أورده سيبويه من قول الشاعر:

إنّ عَلَيّ اللهَ أن تُبَايعَا … تُؤخَذَ كرْهًا أو تَجيءَ طائعا (٢)

ب- تجيء الجملة أيضا بدلا من الجملة، ومن ذلك قول الشاعر:

أقولُ له ارْحَلْ لا تُقِيمَنَّ عندنا … وإلَّا فكُن في السرِّ والجهرِ مُعلنا (٣)

فجملة "لا تقيمن" بدل من جملة "ارحل" وهي بمعناها كما ترى.


(١) من الآية ١١٤ من سورة المائدة.
(٢) الشاهد في البيت: إبدال الفعل، إذ أبدل الفعل "تؤخذ" بدل اشتمال من الفعل "تبايعا" والأول منصوب بالحرف "أن" والثاني بدل منه منصوب مثله.
(٣) يقول لمن يخاطبه: كن صريحا سرك مثل جهرك وإلا فارحل وفارقنا ولا تبق معنا.
الشاهد في البيت: إبدال الجملة من الجملة، فقد أبدل جملة "لا تقيمن عندنا" وهي جملة فعلية بدل اشتمال من جملة "ارحل".

<<  <  ج: ص:  >  >>