سبق عرض الحروف التي يرد المضارع منصوبا بعدها، وأن ذلك النصب في الرأي الشائع، بأن مضمرة وجوبا أو جوازا.
أما ما ورد من العبارات منصوبا فيه المضارع من غير المواضع السابقة فيقتصر فيه على السماع من العرب، ويعتبر منصوبا "بأن مضمرة شذوذًا" ومن ذلك:
- قول العرب في المثل "تسمعَ بالْمُعَيدِيِّ خيرٌ من أن تراه" تقديره: أن تسمع.
- قول العرب في المثل" خذ اللصَّ قبل يأخذَك" تقديره: أن يأخذك.
- قول العرب "مُرْه يحفرَها" تقديره: أن يحفرها.
- قول طرفة بن العبد:
ألا أيهذا الزَّاجري أحضُرَ الوغى … وأنْ أشْهَدَ اللذاتِ هل أنت مُخْلِدِي (١)
تقديره "أن أحضر الوغى"
ويبدو -إن لم يجانبني التوفيق- أن من رَوَوْا هذه العبارات النثرية عن العرب قد أخطئوا السماع، فسقط الحرف "أنْ" من النطق في الرواية ثم درست كذلك، أما البيت الشعري وأمثاله، فقد سقط منه "أنْ" لإقامة الوزن ضرورة.
(١) الشاهد: في "أحضر الوغى" فقد نصب المضارع "أحضر" بأن مضمرة شذوذا، والرأي أنها حذفت لإقامة الوزن، بدليل ذكرها في الشطر الثاني حين اتسع سياق الكلام للشاعر.