للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- قول المجنون:

أَيَا شِبْهَ لَيْلَى لا تُرَاعِي فإنني … لك اليومَ من وَحشِيَّةٍ لصديقُ (١)

٥ - هَيَا: يبدو أيضا أنها تستعمل لنداء البعيد، وهي تماثل الحرف السابق "أيا" والهمزة والهاء يتبادلان صوتيا في اللغة العربية، لأنهما من مخرج واحد، كقولنا "هَيَا محمدُ تعالَ".

ويتلخص هذا الموضوع في الآتي:

أ- الهمزة: لنداء ما هو قريب، وكذلك "أي" على الرأي الراجح الذي يؤيده الاستعمال

ب- يا: لكل من القريب والبعيد على الرأي الراجح الذي يؤيده الاستعمال.

ج- أيا، هيا: لنداء البعيد دون خلاف يستحق الذكر.

ويبقى حرف واحد هو "وا" ويستعمل في أسلوب خاص للنداء هو أسلوب الندبة، وسيأتي ذكره هناك.

[حذف حرف النداء]

ينبغي التنبه إلى أن هذا الحكم خاص بالحرف "يا" وحده دون أخواته فالأصل في حرف النداء أن يكون مذكورا، وهذا ما ينطبق على كل حروف النداء غير "يا" أما هذا الحرف فقد ورد في استعمال اللغة محذوفا تخفيفا واختصارا؛ لكثرة دوران استعماله على الألسنة، ومن شواهد حذفه:

- قول القرآن: ﴿يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا﴾ (٢).

- قول القرآن: ﴿سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ﴾ (٣).


(١) أيا شبه ليلى: يقصد الظبية، لا تراعي: لا تخافي، وحشية: وحشة وانفراد.
الشاهد: في "أيا شبه ليلى" باستعمال الحرف "أيا" للنداء.
(٢) من الآية ٢٩ من سورة يوسف.
(٣) الآية ٣١ من سورة الرحمن.

<<  <  ج: ص:  >  >>