للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- قول الراعي النميري:

إذا ما الغانِيَاتُ برزْنَ يومًا … وزَجّجْنَ الحواجبَ والعُيُونَا (١)

فكلمة "العيون" لا تنصب على المفعول معه؛ لأن الواو ليست بمعنى "مع" ولا تصلح أيضا لعطف المفردات، وإنما هي لعطف الجمل كالبيت السابق.

[الاسم بعد الواو بين العطف والنصب على المفعول معه]

ينبغي التنبه إلى أن استخدام الواو للعطف في اللغة العربية هو الأكثر استعمالا وأقرب إلى الذهن، وأن استخدام الواو للمعية إنما هو أمر محصور في أساليب خاصة في اللغة.

وعلى ذلك، فإن الاسم الواقع بعد الواو يكون على النحو التالي:

[١ - ما يجب فيه العطف.]

وذلك إذا صح العطف دون مانع لفظي أو معنوي، ويتحقق هذا إذا أمكن مشاركة ما بعد الواو لما قبلها دون إخلال بالمعنى أو باللفظ، مثل: "تعيشُ في الحياة الفضيلةُ والرذيلةُ" و "تجد بين الناس الكريمَ واللئيمَ".

[٢ - ما يجب نصبه على المفعول معه.]

وذلك إذا امتنع العطف، أي امتنعت مشاركة الثاني للأول، بسبب الإخلال بالمعنى مثل: "غادرت القاهرة وطلوع الشمس" و"دخلت قريتي


(١) الغانيات: الجميلات جمالا طبيعيا، برزن: خرجن وظهرن، زججن الحواجب: جملتها بالتدقيق والتسوية.
الشاهد: في الشطر الثاني: "زججن الحواجب والعيونا" فإن الواو ليست بمعني "مع" بل هي لعطف الجمل، وتقدير الكلام "زججن الحواجب وكحلن العيونا".

<<  <  ج: ص:  >  >>