للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

د- أن يتقدم على هذه الواو والاسم معها فعل أو شبه فعل.

هـ- ألا يصح عطف هذا الاسم على ما قبله لاختلال المعنى -إذ لا تتحقق المشاركة- أو لمانع نحوي، لتخلف صفة من الصفات التي تشترط لصحة العطف.

وهذه الصفات واضحة في الأمثلة السابقة، ومن ذلك ما يمثل به في كتب النحو "سرتُ والنيلَ" و"استوى الماءُ والخَشَبَةَ" و "ذاكرتُ والمصباحَ" قال القرآن: ﴿فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ﴾ (١).

وعلى ذلك، فليس من المفعول معه الشواهد التالية:

- قول أبي الأسود الدؤلي:

لا تَنْهَ عن خلُقٍ وتأتيَ مثلَه … عَارٌ عليك إذا فعلتَ عظيمُ (٢)

إذ إن الواقع بعد الواو "تأتي" وهو فعل لا اسم، وهو منصوب بأن مضمرة وجوبًا بعد الواو.

- قول الآخر:

علفْتُها تبنًا وماءً باردًا … حتى غَدَتْ همّالَةً عيناها (٣)

فإن "ماء" لا يصح نصبه على المفعول معه؛ لأن الواو ليست بمعني "مع" كما أنها لا تصلح لعطف المفردات، وإنما هي لعطف الجمل.


(١) من الآية ٧١ من سورة يونس.
(٢) تقدم ذكر هذا الشاهد، وجاء هنا لبيان الفرق في مجيء واو المعية مع الاسم المنصوب والفعل المنصوب، الأول المفعول معه، والثاني ينصب بأن مضمرة كما جاء في البيت في "وتأتي" و "أن: المضمرة" والفعل في تأويل مصدر هو المفعول معه.
(٣) الشاهد: في الشطر الأول "علفتها تبنا وماء باردا" فإن الواو ليست بمعني "مع" وإنما هي لعطف الجمل، وتقدير الكلام "علفتها تبنا وسقيتها ماء".

<<  <  ج: ص:  >  >>