يقصد بالصلة: ما اتصل باسم الموصول مباشرة دون فاصل بينهما ليوضِّح به المتكلم المراد من اسم الموصول، ويتحدد به للسامع المراد منه تقول:"إن الذي أمِنْتُه على أسراري قد خانها، فكان بذلك أعْدَى أعدائي" فالصلة هي "أمنته على أسراري" ومن البيّن أنها جاءت بعد اسم الموصول "الذي" مباشرة فوضحت مراد المتكلم منه، وحددت أيضًا المقصود به للسامع.
وقد استعملت اللغة العربية صورتين للصلة على التوضيح الآتي:
الصورة الأولى: الجملة:
لاحظ الأمثلة الآتية:
الأمّةُ التي تتبعثرُ قُواها يقلُّ جهدُها ويضعفُ تأثيرُها.
والأمّةُ التي قُواها متماسكةٌ يتضاعفُ جهدُها ويقوى تأثيرها.
الصلة في المثالين السابقين هي الجملتان "تتبعثر قواها، قواها متماسكة" ومن البيّن أن الأولى جملة فعلية وأن الثانية جملة اسمية، فجملة الصلة تكون فعلية، كما تكون أيضًا اسمية.
لكن ينبغي التنبه إلى أنه ليست كل الجمل الفعلية والاسمية صالحة لأن تجيء صلة؛ بل إن الجملة التي تقع صلة لا بد أن تتوافر لها الصفات الآتية مجتمعة:
أ- أن تكون جملة خبرية لا إنشائية "كالأمر والنهي والاستفهام" -وهذا أمر بدهي- فإن الاستعمال اللغوي يرفض أن تكون هذه الأخيرة صلة، فلا يستعمل في اللغة "جاء الذي قابِلْهُ" ولا "جاء الذي هل قابلتَه؟ ".
ب- أن تكون معلومة للسامع -وهذا أيضا بدهي- فإن الصلة -كما سبق- هي التي توضح اسم الموصول، وتحدد للسامع المقصود منه، وهي تؤدي هذه المهمة بالنسبة له إذا كان معناها معروفًا لديه.