قول الرسول:"إذا قلتَ لصاحبك يوم الجمعة والإمامُ يخطب: صَهْ فقد لَغَوْتَ".
قول شوقي:
أوَّاهُ منك وآهِ ما أقساك
قول العقاد:
أوَّاهُ من يَومِي ومن أمْسي معا
فمن البيّن أن قول الرسول "صَهْ" بمعنى "اسكت" وكل منهما -كما ترى- فعل أمر لازم، وكلمة "صه" لا تقبل علامة الأمر وهي قبول ياء المخاطبة وإن دلت على الطلب، والكلمتان "أوَّاهُ، آهِ" من شعر العقاد وشوقي كلتاهما بمعنى "أتوجع" وكل منهما تستعمل استعماله من حيث إنه فعل مضارع لازم، وهما لا تقبلان علامة المضارع من دخول حرف الجزم "لم" عليهما، وهكذا.
ولعل السر في استعمال اللغة لأسماء الأفعال -مع وجود الأفعال التي بمعناها- أن اسم الفعل -كما يقول أحد الدارسين المحدثين- يدل على المبالغة في المعنى الأصلي أكثر من الفعل الذي هو بمعناه، فإذا قلت "آه" كانت أبلغ من "أتوجَّع" فكأنك قلت "أتوجَّع جدًّا" وهكذا، ويبدو أن هذا الكلام صحيح، وإن كان الأمر مرجعه أولا وآخرا لاستعمال اللغة التي جاء فيها كلا النوعين: أسماء الأفعال والأفعال.
اسم الفعل باعتبار ما سُمِّي به:
من الواضح أن اسم الفعل يسمى به الماضي والمضارع والأمر، وينبغي التعرف على معظم الكلمات التي جاءت عن كل واحد من هذه الثلاثة وشواهد ذلك من الكلام العربي.