للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخي" و "يا صديقَ صديقِي" فليس فيه إلا لغتان هما إثبات الياء سواء أكانت مفتوحة أم ساكنة.

ويستثنى من ذلك تعبيران في اللغة العربية هما "ابن عمِّي، ابن أمِّي"

-إذا نوديا- فقد ورد عن العرب في المضاف للياء اللغات السابقة في المنادى المضاف لياء المتكلم، فلنلاحظ الآتي:

- قول أبي زيد الطائي يرثي أخاه:

يا ابنَ أمِّي ويا شُقَيِّقَ نفسِي … أنت خَلَّفْتَني لدهرٍ شَدِيد (١)

- قوله تعالى: ﴿قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي﴾ (٢) بفتح الميم وكسرها.

ويلاحظ هنا أيضا أن الصورة الأولى -بإثبات الياء- تتحكم ذهنيًّا في إعراب الصور الأخرى، كما حدث في المضاف إلى الياء.

[كيفية نداء الاسم المعرف بالألف واللام]

من المتعذر نطقا أن يجمع بين حرف النداء "يا" وما فيه الألف واللام من الأسماء، فمن العسير على اللسان أن ينطق "يا الإنسانُ" أو "يا المُجِدُّ" ومن الواضح أن السبب هنا صوتي هو: تلاقي ساكنين: ألف "يا" والحرف الساكن في الاسم المعرف بالألف واللام.

تخلصا من هذا الثقل لجأت اللغة العربية إلى كلمات تعتبر وسائط بين


(١) الشاهد: قوله: "يا ابن أمي" فالمنادى مضاف إلى مضاف إلى الياء وقد ثبتت الياء في كلمة "أمي" وهذه إحدى اللغات في هذه العبارة.
(٢) من الآية ١٥٠ من سورة الأعراف.

<<  <  ج: ص:  >  >>