للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- قول أميّة بن أبي الصلت لابنه:

إذا ليلةٌ نابتْك بالشكْوِ لم أبِتْ … لشكواكَ إلَّا ساهرًا أتَمَلمَل (١)

[ثانيا: حذف الفاعل]

من المعلوم أن هناك فرقا بين الاستتار والحذف، فالاستتار يوصف به "الضمير" وهو في حكم المذكور، أما الحذف فهو من صفات "الاسم الظاهر" والمحذوف يعتبر غير موجود أصلا.

فالأصل في الفاعل أن يكون مذكورا، مثل: "طال اللّيلُ وسهرَ المتْعَبون" وقد يكون مستترًا مثل: "تخير الأوقاتَ المناسبة لزيارة أصدقائك ولا تزعجهم في غير تلك الأوقات".

أما حذف الفاعل، فالرأي المشهور عنه أنه ممنوع، إلا في مواضع خاصة تذكر في أبوابها.

هذا وتسوق كتب النحو الحديث التالي: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن" (٢)، إذ يشعر هذا الحديث أن فاعل "يشرب" محذوف، إذ لا يمكن أن يكون ضميرًا يعود على "الزاني"؛ لأن هذا غير ذاك، لكن اتساقا مع الرأي المشهور اعتبر فاعله ضميرا مستترا يعود على "الشارب" من مضمون الكلام.


(١) نابتك: أصابتك، والمقصود: حديث فيها ما تشكو منه، أتململ: أتقلب.
الشاهد: في "إذا ليلة نابتك بالشكو" حذف الفعل وجوبا بعد "إذا" وتقدير الكلام "إذا نابتك ليلة نابتك" وكلمة "ليلة" فاعل بهذا الفعل المحذوف.
(٢) صفوة صحيح البخاري ج ٤ ص ١٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>