للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- نعم .. بعضُهم.

- ألم يعتذر إليك الغائبون؟

- بلى .. الغائبون بل الحاضرون نيابة عنهم.

ففي هذه المحادثة جاء في الرد الأول حذف الفعل، فأصل الجملة "نعم لبّى بعضهم" وكذلك في الرد الثاني حذف من الجملة فعلان، وأصلها "بلى اعتذر الغائبون بل تأسّفَ الحاضرون نيابة عنهم" وكل ذلك لأن الكلام قد فهم منه ذلك المحذوف، ومن ذلك الشواهد التالية:

- قول القرآن: ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ﴾ (١).

- قول الشاعر:

تجلّدْتُ حتى قِيل لم يعْرُ قلبَه … من الوجْدِ شيءٌ قلتُ بل أعظمُ الوجدِ (٢)

لكن: يصبح هذا الحذف واجبا بعد أدَاتي الشرط "إن، إذا" إذا وجد بعدهما اسم مرفوع وقد تأخر عنه مفسر للمحذوف، تقول: "إنْ سفيهٌ أهانَك فلا تجبْه، وإذا كريمٌ غضبَ منك فصالحه" ومن ذلك الشواهد التالية:

- قول القرآن: ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ﴾ (٣).


(١) من الآية ٨٧ من سورة الزخرف.
(٢) تجلدت: أظهرت الصبر، لم يعر قلبه: لم يصبه: الوجد، الشوق والحب.
الشاهد: في "بل أعظم الوجد" فإنه فاعل بفعل محذوف جوازًا يدل عليه الكلام السابق، وتقدير الكلام "بل عراه أعظم الوجد".
(٣) من الآية ٦ من سورة التوبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>