للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عامل الفاعل من حيث الإفراد والتثنية والجمع:

لاحظ الأمثلة التالية:

قدّم العلم أجلَّ الخدمات لمدنيّة عصرنا. "العامل مفرد، الفاعل مفرد".

وأدَّى العلماءُ دورهم في خدمة الإنسانية. "العامل مفرد، الفاعل جمع".

وتتسابق الدولتان الكبريان في العالم لاحتواء العلماء. "العامل مفرد، الفاعل مثنى".

عامل الفاعل قد يكون فعلا وقد يكون اسما شبيها بالفعل -كاسم الفاعل مثلا- والدلالة على التثنية في الفعل تكون بإلحاق ألف الاثنين به، والدلالة على الجمع تكون بإلحاق علامة الجمع به، أما الشبيه بالفعل فيكون بتثنيته أو جمعه.

إذا علم ذلك، فإن الأصل في اللغة المشتركة أن تبقي العامل مفردًا دائمًا فلا يثنى ولا يجمع -كما هو ملاحظ في الأمثلة السابقة- سواء كان الفاعل مفردا أم مثنى أم مجموعا، وهكذا وردت النصوص اللغوية التي يعتد بها شعرا ونثرا.

لكن، يبدو أن الخطأ في منهج جمع اللغة حيث أخذت عن قبائل متعددة قد كان له أثر في الاستدراك على هذه الفكرة السابقة.

قال ابن هشام: وحكى البصريون عن "طَيِّئ" وبعضهم عن "أزْد شنوءة" نحو "ضربوني قومُك وضربْنَنِي نسوتُك وضرباني أخواك" ا. هـ.

ومعنى ذلك أن بعض قبائل العرب تلحق علامات التثنية والجمع بعامل الفاعل المثنى أو المجموع، وتروى لذلك الشواهد التالية:

<<  <  ج: ص:  >  >>