للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"وحسبوا أَلا تكونُ" (١) في قراءة رفع تكون.

قال ابن هشام عن الواقعة بعد الظن: يجوز أن تكون مخففة من الثقيلة فيكون حكمها -كما ذكرنا- ويجوز أن تكون ناصبة وهو الأرجح في القياس والأكثر في كلامهم، ولهذا أجمعوا على النصب في قوله تعالى: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا﴾ واختلفوا في قوله تعالى: ﴿وَحَسِبُوا أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ﴾ فقرئ بالوجهين ا. هـ.

ومعنى ذلك باختصار: أن "أنْ" الواقعة بعد اليقين مخففة من الثقيلة دون توجيه آخر، أما الواقعة بعد الظن فيصح أن تكون مخففة من الثقيلة وأن تكون ناصبة للمضارع، وستأتي.

[الاستعمال الرابع: المصدرية الناصبة للمضارع]

وهي غير ما سبق من استعمالات "أن" الثلاثة.

- يقول أحد الشعراء المعاصرين:

أريدُ أنْ أعشَقَ أنْ ألمَسَ الـ … ـأعماقَ أن ألمسَ أعماقي

أن أعبدَ الله كما لم أكن … أعبدُه في عمري الباقي

بي ظمأٌ بي ظمأٌ قاتلٌ … فأين يَنبوعُك يا ساقي (٢)

ويقال عنها في الإعراب "حرف مصدري ونصب" فهي حرف مصدري


(١) من الآية ٧١ من سورة المائدة.
(٢) من قصيدة بعنوان "النهر الظامئ" للشاعر المعاصر "محمد الفيتوري" وقد سيقت الأبيات للتمثيل لا الاستشهاد.
وموضع التمثيل: استعمال" أن" مصدرية ناصبة للأفعال "أعشق، ألمس، أعبد" على التوالي.

<<  <  ج: ص:  >  >>