للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لن أخونَ العهد ولن أقصّرَ في الواجب.

ولن أكذبَ ولن أغشَّ ولن أخادعَ.

يعبر المعربون عن الحرف "لن" بقولهم "لن: حرف نفي ونصب واستقبال" فهي تفيد النفي، وينصب المضارع بعدها، ويصير معناه خالصا للمستقبل بعد أن كان صالحا بدلالته على الحال والمستقبل، وإلى هنا اتفق النحاة والمعربون في شأن "لن".

أما أن هذا الحرف يفيد تأبيد النفي، بمعنى أنك إذا قلت لن أخطئ في حق غيري فمعناه أنك لن تخطئ أبدا، فيبدو أن الاستعمال العربي لا يؤيده، ولنتأمل الاستعمال القرآني:

- ما جاء على لسان مريم: {فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا} ١ "النفي مقيد باليوم فهو غير مؤبد".

- ما جاء عن الكفار والموت {وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا} ٢ "كلمة: أبدا أفادت التأبيد، لا: "لن".

وأما أن هذا الحرف يقيد تأكيد النفي، فإذا قلت: "لن أنافِقَ القَوِيَّ ولن أحتقِرَ الضّعِيفَ" فهو أقوى في النفي من قولك: "لا أنافِقُ القَوِيَّ ولا أحتقِرُ الضعيفَ" فإن المتأمل للاستعمال العربي يتأكد لديه أنه لا مزية للحرف "لن" على غيره من أدوات النفي في إفادة المعنى.

والخلاصة أن الحرف "لن" يفيد النفي والنصب والاستقبال، وما عدا ذلك لا يؤيده الاستعمال.


١ من الآية ٢٦ من سورة مريم.
٢ من الآية ٩٥ من سورة البقرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>