للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحلَّت سَوَادَ القَلب لا أنا بَاغِيَا ... سواها ولا عن حبّها متراخِيا١

لَاتَ: في اللغة المشتركة عامة

لاحظ الأمثلة الآتية:

يندمُ الظَّالِمُ يوم القيامة ولات حينَ ندمٍ.

وإنه ليأسَفُ على ما فات ولات ساعةَ أسفٍ.

ويحاولُ الاعتذارَ عن ظلمه ولات أوانَ اعتذارٍ.

كلمة "لات" تفيد أيضا النفي، فهي مثل "لا" وإن كانت تختلف عنها في أنه متصل بها التاء لتأنيث اللفظ أو المبالغة، ومثلها في ذلك "رُبَّتَ، ثُمَّتَ".

وهذه الكلمة تستعمل في الأساليب العربية التي تدل على الأسى والأسف لشيء فات أوانه ولا يمكن إرجاعه، فتفيد هذا المعنى السابق كله عن طريق نفي الزمن المضاف للحدث الذي فات أوانه.

هذا هو معنى جملتها التي ترد فيها في النثر أو الشعر في اللغة المشتركة لدى جميع قبائل العرب، وحينئذٍ تكون جملتها على الصفتين التاليتين:


١ يقول: قصتي إغراء ومنع وعذاب، لقد أظهرت لي الود، فاستجبت لها، فتمنعت وأبقتني في لهفة، فحبها عذاب مستعر!! لا أستطيع التخلص منه بتركها إلى غيرها، ولا أستطيع تهدئته بوصلها.
الشاهد: في "لا أنا باغيا" حيث عملت "لا" فرفعت الاسم ونصبت الخبر واسمها الضمير المنفصل "أنا" وخبرها "باغيا" واسمها معرفة، وهذا اتجاه أختاره.

<<  <  ج: ص:  >  >>