العطف، بخلاف البدل، فحين نقول مثلا:"ألتقي مع الزملاء في الكلية صباحًا ومساءً" تكون كلمة "مساء" مقصودة أيضا بمعنى الجملة كالبدل في جملته، لكن بواسطة حرف العطف، ومن ذلك نفهم ما جاء في تحديده من أنه "بلا واسطة".
وخلاصة الأمر أن البدل يتميز عن غيره من التوابع بهاتين الصفتين:
قصده بالحكم وبغير واسطة.
وعلى ذلك ينبغي فهم الملاحظتين التاليتين عنه:
الأولى: أنه ما دام مقصودا بالمعنى، فإنه يمكن الاستغناء عن "المبدل منه" ووضع "البدل" موضعه ويستقيم معنى الجملة، تقول:"شكرتُ الصديقَ معروفَه" فيمكن الاستغناء عن الكلمة الأولى ووضع الثانية موضعها، فتكون الجملة:"شكرتُ معروفَ الصديقِ" ولا خلل فيها، وتقول:"تأمَّلْتُ الحديقةَ أشجارَها" فيمكن أن تقول: "تأملتُ أشجارَ الحديقةِ" بالاستغناء عن المبدل منه ووضع البدل موضعه، وهذه الطريقة -الاستغناء عن المبدل منه ووضع البدل مكانه- هي العلامة الذهنية المميّزة للتعرف على أسلوب البدل.
الثانية: أنه ما دام المقصود بالمعنى هو الكلمة الثانية فما فائدة الكلمة الأولى في هذا الأسلوب؟؟، إن الفائدة من ذكر المبدل منه في الكلام هو التمهيد والتهيئة لذكر الثانية، فكأنك ذكرت الجملة مرتين، مرة مجملة ومرة أخرى واضحة محددة، فيكون المقصود النهائي من الجملة أرسخ في الذهن وهذا هو السر في قولهم "البدل في حكم تكرير العامل".
[صور البدل في اللغة]
باستقراء النحاة للغة وجدوا أن البدل يَرِدُ على الصور التالية:
بدل الكُلّ من الكُلّ: وهو بدل الشيء مما هو طِبْق معناه، ولهذا