٣ - ما كان دالا على مساحة من الأرض يمكن استخدامه في أية بقعة منها للقياس والمساحة، مثل:"ميل، فَرْسَخ، بريد"(١) فالاسم نفسه محدد المقدار، لكن استعماله هو المبهم، فهو يستخدم في مواطن كثيرة في الأرض أو الفضاء أو الماء، ولعل ذلك المعنى الأخير هو السبب في اعتباره من أسماء المكان المبهمة -في رأي بعض النحاة- تقول:"تنتقلُ سفينةُ الفضاء أميالا في الفضاء قبل أن تنتقلَ الطائرةُ ميلا في مجَال الأرض" وتقول: "استخدم العربُ قديما الخيول في نقل الرسائل، فتسير بريدا من الأرض لتسلمها لغيرها".
[ب- اسم المكان القياسي]
ويقصد به الذي يشتق بطريقة القياس الصرفي ليدل على المكان مثل:"مَوقِف، مَصيف، مَجْرَى، مَجْلِس، مَرْمَى، مَبْكَى، مُتْحَف، منْتَجَع"، راجع صياغته في الصرف.
هذا النوع من أسماء المكان ينصب على الظرفية إذا استوفى أيضا الشرطين السابقين. "فضلة، بمعنى في" ويضاف إلى ذلك أن يكون الفعل الذي تقدم عليه في الجملة من مادته، أي من معناه وحروفه، تقول:"جرى النيلُ مجْرَاه من آلاف السنين" وتقول: "وقفتُ مَوْقِف السيارات"، "جلست مجلس العلم" قال القرآن: ﴿وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ﴾.
فإن استوفى هذا النوع من أسماء المكان الشرطين الآخرين، ولم يتقدم عليه فعل من مادته بل من مادة أخرى، ينبغي جره بالحرف "في" لفظا.
(١) الميل -كما نعرف- ١٦٧٠ مترا، البريد -بمقياسنا الحالي- اثنا عشر ميلا، الفرسخ: ستة أميال.