لقد سبق أن الجملة في النحو إما اسمية أو فعلية، وجملة النداء تؤدي معنى كاملا، ولا تندرج تحت واحدة من هاتين الاثنتين، فإذا قلنا:"يا محمد" أدت هذه الجملة معنى كاملا، وليست فعلية ولا اسمية.
لذلك حاول النحاة قسرها على الدخول تحت الجملة الفعلية باعتبار المعنى إذ وجدوا أن "يا محمد" تساوي من حيث المعنى "أدعو محمدا" وما دامت بمعناها فهي مثلها، بل إن بعض النحاة اعتبر الحرف "يا" في الإعراب بمنزلة الفعل "أدعو" ودرس "ابن هشام" باب " النداء" في بعض كتبه بعد "المفعول به" مباشرة، فقال:"ومنه المنادى".
هذا الافتراض السابق يمكن مناقشته ونقضه، فإن الجملتين "يا محمد" و "أدعو محمدا" مختلفتان لفظيا كالآتي:
- يا محمد: أداة نداء + اسم بعدها.
- أدعو محمدا: فعل + فاعل مستتر + مفعول به.
فجملة النداء بالتحليل اللغوي مستقلة عن الجملة الفعلية، ولذلك آثرتُ دراستها "ملحقة بالجملة الفعلية".