للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحال المُنْتَقِلَة واللّازمة:

يبقى المسلمون نهارَ رمضان صائمين. … خلق الله جسمَ الإنسانِ مستقيما.

ويقطعون مُعْظَمَ ليله ساهرين. … ومنحه العقْلَ مفكِّرا.

ويتَّجهون إلى الله مبتهلين خاشعين. … وشرع له الدِّينَ الحقَّ هاديًا.

تقدم في تعريف الحال أنها لا بد أن تكون وصفا، فهي في الحقيقة صفة تنسب إلى صاحبها، وهذه الصفة قد تكون صفة عارضة للمتصف بها، بمعنى أنها تحدث له ثم تزول عنه، وقد تكون صفة ملازمة له لا تنفك عنه لسبب عرفي أو خلقي، ويطلق على النوع الأول اسم "الحال المنتقلة" وهي الأصل في الحال، وأكثرها شيوعًا في الكلام العربي، ويطلق على النوع الثاني اسم "الحال اللازمة"، وهذه أقل من الأولى في الكلام العربي، وإن وردت فيه.

وعلى هذا يتحدد معنى المصطلحين السابقين كالآتي:

الحال المنتقلة: هي ما جاءت دالة على وصف عارض، يجيء ثم يذهب بالنسبة لصاحبه، تقول: "نَمَا النَّبَاتُ مخضرًّا" أو "تدلَّتْ فروعُ الأشجارِ مثمرةً".

الحال اللازمة: -كما يقول ابن هشام نصًّا- هي ما جاءت دالة على وصف ثابت، كقول الله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً﴾ (١). أي "مبينا" وقول العرب: "خَلَقَ اللهُ الزرافةَ يَديْهَا أطْوَلَ من رجليها" ا. هـ.


(١) من الآية ١١٤ سورة الأنعام.

<<  <  ج: ص:  >  >>