للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٣ - أن يكون "المشغول عنه" مسبوقا بعاطف، وقبل العاطف جملة فعلية، إذ يحقق النصب التجانس في عطف جملة فعليّة على فعليّة، كما ترى في المثال الثالث، فإن كلمة "الحق" الأرجح نصبها، بفعل محذوف، فتكون جملة فعلية تقديرها "نصرت الحق نصرته" معطوفة على الجملة الفعلية قبلها "ضَحّيت بالسلامة".

ترجّح الرفع:

السعادة يحقِّقُها أن يعيش المرء في سلامٍ مع نفسه.

يترجح الرفع في صورة الأصل التي تخلو من موجبات النصب والرفع ومن مرجحات النصب، ومما يسوّي بينهما -وسيأتي هذا الأخير- كما ترى في المثال السابق، إذ يترجح رفع الكلمة "السعادة" على نصبها.

قال النحاة: لأنه الأصل، ولا مرجّح لغيره، وعدم الإضمار أرجح من الإضمار ا. هـ.

ومعنى ذلك أن جعلها مبتدأ هو المتفق مع موضع الكلمة في الجملة ولا يستدعي تقدير محذوف كما في النصب، وهذا كلام وجيه!!

[استواء الرفع والنصب]

السعادةُ تتحقَّقُ بسلام المرء مع نفسه والتعاسة يجلبها الأحمق لنفسه.

جاء في "قطر الندى": وأما الذي يستويان فيه فضابطه أن يتقدم على الاسم -المشغول عنه- عاطف مسبوق بجملة فعلية مخبر بها عن اسم قبلها ا. هـ.

فلنطبق ذلك على الجملة السابقة، إن الاسم "المشغول عنه" فيها هو "التعاسة" وهو مسبوق بعاطف هو "الواو"، وقبل "الواو" جملة فعلية

<<  <  ج: ص:  >  >>