للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تؤول مع ما بعدها بمصدر يشغل الوظائف النحوية المختلفة، وهي حرف نصب لأنها تنصب الفعل المضارع.

لكن ورد من الشعر المجهول القائل:

يا صاحبيَّ فَدَتْ نفسي نفوسكما … وحيثما كنتُما لاقيتُما رشدا

إن تَقْضِيَا حاجةً لي خفّ محملُها … تَسْتَوْجِبَا منَّة عندي لها ويدا

أن تقرآن على أسماءَ ويحكُما … منّي السّلامَ وأن لا تُشعرا أحدا (١)

وقد أثار البيت الأخير مناقشات حادة، إذ جاء الفعل "تقرآن" مرفوعا بعد "أن" وهذا ما دعا إلى القول بأن الحرف "أن" يهمل، فلا ينصب الفعل المضارع.

والحق أنه لا داعي لكل ذلك، فهذه لغة الشعر، ويؤيد ذلك الشطر الثاني من البيت، إذ استخدمت فيه "أن" ناصبة للمضارع، وهذا يناقض إهمالها، إذ لا يعقل أن يستخدم الشاعر لغات متعددة لحرف واحد وفي بيت شعري واحد.

الحرف الثاني: لَنْ:

لاحظ الأمثلة الآتية:


(١) يدعو صاحبيه، ثم يدعو لهما بطول العمر والرشاد؛ ليعطفهما إليه ويقول: إن لي حاجة خفيفة الحمل عظيمة النفع، وإن تؤدياها تصنعا بي معروفا لا أنساه، حاجتي أن تبلغا سلامي وأشواقي إلى حبيبتي "أسماء" سرًّا ودون أن يشعر أحد.
الشاهد: في "أن تقرآن" حيث جاء الفعل مرفوعا بعد "أن" مما حمل بعض النحاة على القول بأنها مهملة، والرأي أن ثبوت النون اقتضته لغة الشعر، بدليل أنه حذف معها النون في الشطر الثاني في قوله: "أن لا تشعرا أحدا".

<<  <  ج: ص:  >  >>