للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن الشواهد التي أوردها "ابن عقيل" لهذه الحال الأخيرة -اللازمة- قول الشاعر:

فجاءتْ به سَبْطَ العِظَامِ كأنَّما … عمامتُه بين الرجال لِواءُ (١)

فسبط العظام، بمعنى طولها وامتدادها، وصف خلقي ملازم لصاحبه وهو دليل القوة والهيبة، يقابله قصر العظام، وهو دليل القماءة والضعف.

الحال المُشْتَقَّة والمُوَطِّئَة والجامدة:

مرة أخرى يذكر أنه اشترط في تعريف الحال أن تكون وصفا، ويقصد به الأسماء التي تؤخذ من مصادر عن طريق الاشتقاق دالة على الصفة "كاسم الفاعل أو اسم المفعول أو أفعل التفضيل أو الصفة المشبهة".

فالاسم الذي يقع حالا يكون من هذا الصنف غالبا، لكن ليس ذلك دائما، إذ يأتي أحيانا اسما جامدا موصوفا بمشتق أو غير موصوف بشيء على الإطلاق، والجامد الموصوف بالمشتق يطلق عليه اسم "الحال الموطئة" في مقابل "الحال الجامدة" التي لم توصف بشيء على الإطلاق.

وعلى ذلك تحدد المصطلحات الثلاثة السابقة بما يلي:

المشتقة: يقصد بها أن تكون وصفا مأخوذا من مصدر "اسم فاعل، اسم مفعول، صفة مشبهة، اسم تفضيل" كقولنا: "ارتفعت الشَّمْسُ متوهَّجةً وأرسلَت الحرارةَ مُحْرِقَةً".


(١) سبط العظام: طويل العظام مستوي الخلقة، لواء: علم.
يقول: ولدته أمه مستوي الخلقة طويل العظام، فشب على ذلك، فإذا سار بين الناس ظهرت عمامته -لطول قامته- كأنها علم منشور فوق الناس.
الشاهد: في "جاءت به سبط العظام" فإن الحال "سبط العظام" حال لازمة؛ لأن ذلك أمر خلقي.

<<  <  ج: ص:  >  >>