ج- يغير شكل الفعل ليطلق عليه حينئذٍ أنه مبني للمجهول، مثل "يُرَاعَى، يُبْحَثُ، يُحْكَمُ".
وهذه الأمور الثلاثة السابقة في حاجة إلى تفصيل لكل منها.
[أغراض حذف الفاعل]
الحق أن جملتي الفاعل والنائب مختلفتان تماما في المعنى والاستعمال، مثلا "رَاعَى المؤمنُ ضميرَه" تختلف عن "رُوعِيَ الضميرُ" من حيث المعنى ومن حيث الاستعمال.
لكن النحاة ربطوا بين الجملتين ذهنيا، فجعلوا جملة النائب عن الفاعل محولة عن جملة الفاعل، أو بعبارة أوضح: اعتبروا جملة الفاعل هي الأصل، وأن الفاعل قد حذف منها، فراحوا يبحثون عن أسباب حذفه.
ولو اقتصر على الاستعمال بالتفريق بين الجملتين، لما كان هناك داعٍ بالمرة للبحث عن الفاعل المحذوف.
ومع ذلك فإن هذا البحث عن الفاعل المفقود إنما هو مبحث أسلوبي يهتم به دارس البلاغة، ولا يهم كثيرا دارس النحو.
لذلك، فإنه ينبغي التعرف على أسباب غياب الفاعل بصورة موجزة فيما يلي:
أ- أن يكون الفاعل مجهولا جهلا تاما للمتكلم، فهو لا يعرفه، بل يعرف آثار فعله فقط، كأن نسمع "يُشاع كذا وكذا" إذا لم يعلم صاحب الإشاعة، وكذلك ما يأتي في كتب الحديث:"رُوِيَ الحديث الديني … " دون أن يعرف الراوي ويمثل النحاة لذلك بقولهم: "سُرِقَ المتاعُ" إذا لم يعلم السارق.