للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يصفان الصورتين اللتين يرد عليهما النعت في اللغة العربية، وكل منهما في حاجة إلى فهم أمور ثلاثة عنه هي:

أ- المقصود بهذه التسمية، وبعبارة أخرى: لماذا سمي الأول حقيقيا والثاني سببيًّا.

ب- تصور النحاة لهما، أو بعبارة أخرى: تحديد النحاة لكلتا الصورتين.

ج- صفات التطابق النحوية التي ينبغي أن تصحب كل واحدة من الصورتين، وذلك بالتوضيح التالي:

[النعت الحقيقي]

الإجازةُ فرصةٌ طيبةٌ لراحةِ الجسمِ المجهدِ والعقلِ المكدودِ.

والحياةُ فرصةٌ فريدةٌ للعملِ النافعِ والعيشِ المريحِ.

يسمي هذا النعت "حقيقيا"؛ لأنه بالنسبة للمنعوت صفة حقيقية له من حيث المعنى ومن حيث اللفظ، ولنتأمل في الأمثلة السابقة "فرصة طيبة، الجسم المجهد، العقل المكدود، العمل النافع، العيش المريح" حيث نجد الكلمة الثانية أدت مهمة النعت للكلمة التي سبقتها سواء أكان ذلك من حيث المعنى أم اللفظ، وقد جاء في تنقيح الأزهرية توضيح ذلك بما يلي: "سمي هذا النعت حقيقيا لجريانه على المنعوت لفظا ومعنى، أما لفظا؛ فلأنه تابع له في إعرابه، وأما معنى؛ فلأنه نفسه في المعنى"ا. هـ.

لذلك: حدد النحاة هذا النعت بتعريفات متعددة يجمعها كلها الآتي:

النعت الحقيقي: هو ما اتجه لمتبوعه السابق عليه في المعنى وفي اللفظ فهو من حيث المعنى قد أفاد صفة للمتبوع السابق، ومن حيث اللفظ يتبعه في الإعراب وأحوال التطابق الأخرى، فمن كلام الرسول: "المؤمنُ القويُّ خيرٌ

<<  <  ج: ص:  >  >>