للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويمثل النحاة لذلك بمثال يجسد الفكرة ويقربها وهو "شَرِبَ الخيلُ إلا حمارا" فمن الواضح أن "الحمار" ليس من جنس الخيول.

بعد هذه المقدمة الضرورية لمعرفة جملة الاستثناء وما يطلق عليها من مصطلحات نحوية ندرس أدوات الاستثناء متوالية من حيث كيفية ورود كل منها في الكلام العربي، وأحكام المستثنى مع كل منها رفعا ونصبا وجرًّا.

الاستثناء بالحرف "إلا":

يجب التنبه إلى أن "إلا" حرف استثناء مبني، وليست فعلا ولا اسما وهي أشهر أداة من أدوات الاستثناء، والاسم الذي يقع بعدها يختلف الحكم عليه باختلاف الأسلوب الذي ترد فيه.

والجملة التي ترد فيها "إلا" في الكلام العربي تأتي على صور ثلاث تفصيلها في الآتي:

الصورة الأولى:

أورقت الأشجارُ إلا واحدةً.

تُمْتِعُنَا فصولُ العامِ إلا الصَّيفَ.

تحلو فتراتُ العمرِ إلا الشيخوخةَ.

أن ترد في كلام تام موجب، ومن البيِّن -بعد ما تقدم- أن المراد بهذه الصورة أن يكون المستثنى منه مذكورا والكلام خالٍ من النفي والنهي والاستفهام، وفي هذه الصورة يجب نصب المستثنى، كما ترى في الأمثلة السابقة من نصب الكلمات "واحدة، الصيف، الشيخوخة" وجوبا، ومن ذلك قول القرآن: {فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ} ١ {فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ


١ من الآية ٢٤٩ سورة البقرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>