للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقُوما وقولا بالذي تعلمانِه … ولا تخْمِشَا وَجْهًا ولا تحلِقَا شَعَرْ

وقولا هو المرءُ الذي لا صديقَه … أضاعَ ولا خان الخليلَ ولا غدَرْ

إلى الحوْلِ ثم اسمُ السلامِ عليكما … ومن يبكِ حولا كاملا فقد اعْتَذَرْ (١)

وقد حمل ترك تاء التأنيث في هذا البيت على لغة الشعر الخاصة إذا اعتبر الفعل ماضيًا، وأصله "تَمَنَّتْ" أما إذا اعتبر الفعل مضارعا "تَتَمَنَّى" فإن ترك التاء الأولى جائز صرفيا.

[جواز التأنيث وتركه]

يصح تأنيث العامل وترك تأنيثه مع الفاعل المؤنث إذا جاء في جملته على الصفات التالية:

١ - أن يكون الفاعل مؤنثا حقيقي التأنيث ولم يتصل بالعامل، بل فصل بينهما، تقول: "روتْ عن النبي في بيته عائشةُ زوجه، وعاشت بعده شهورًا قليلة فاطمةُ ابنتُه" ومن ذلك قول الشاعر:

إن امرأً غره منكنَّ واحدةٌ … بعدي وبعدَك في الدنيا لمغرورُ (٢)


(١) لا تخمشا وجها: لا تجرحاه من شدة اللطم، فقد اعتذر: فقد قدم عذره؛ إذ أدى ما عليه.
الشاهد: في البيت الأول في "تمنى ابنتاي" فإن الفاعل مؤنث حقيقي التأنيث ولم يفصل بينه وبين الفعل فاصل، والواجب في هذا الموضوع التأنيث، بأن يقول: "تمنت" إذا اعتبر الفعل ماضيا، أو "تتمنى" إذا اعتبر الفعل مضارعا لكنه جاء بالفعل دون تأنيث، ويحمل هذا على لغة الشعر الخاصة في الماضي ويحمل ترك التأنيث في المضارع على حذف إحدى التاءين من أوله، وهذا جائز صرفيا.
(٢) الشاهد: في "غره منكن واحدة" حيث جاء الفاعل مؤنثا حقيقي التأنيث "واحدة" وفصل بينه وبين الفعل بضمير الغائب والجار والمجرور فيصح التذكير والتأنيث، وقد جاء الفعل بدون تأنيث.

<<  <  ج: ص:  >  >>