للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقول الأشموني: التابع الرافع احتمال إرادة غير الظاهر.

[ألفاظ التوكيد المعنوي]

يمكن أن تصنف ألفاظ التوكيد المعنوي التي استقرئت من استعمال اللغة في مجموعات أربع تتفق ألفاظ كل مجموعة منها من حيث الصفات التي تتصف بها حين تستعمل في التوكيد، وبيانها في الآتي:

المجموعة الأولى: النفس والعين:

تشترك هاتان الكلمتان حين استخدامهما للتوكيد في الصفات التالية:

أ- أنهما يستعملان للمفرد والمثنى والجمع، ويكون لفظهما مفردًا مع المفرد، ويجمعان على وزن "أفْعُل" مع المثنى والجمع كليهما.

ب- أن يضافا إلى ضمير يطابق المؤكَّد إفرادا وتثنية وجمعا وتذكيرا وتأنيثا، تقول: "شاهدَ الصحابةُ الرسولَ نفسَه" و"تداركَ صَاحِباهُ أبو بكر وعمر أنْفُسُهما وَحْدَة المسلمين يوم السّقيفة" و"اغتيلَ ثلاثةٌ من الخلفاء الراشدين أعْيُنهم ظلما".

ج- إذا استدعى الموقف استعمال كلتا الكلمتين معا في تعبير واحد قدمت كلمة "النفس" على كلمة "العين" ولا يصح العكس، تقول "مَشَى رجالُ الأرض فوق القمرِ نفسِه عينِه" ويقال: "نزل الملائكةُ أنْفُسُهُم أعْيُنُهُم يُقاتلون مع المسلمين يوم بدر".

وهنا فكرة جانبية مهمة هي: أن الكلمتين "النفس والعين" قد تردان في اللغة مجرورتين بحرف الجر "الباء" وحينئذٍ تعتبر هذه الباء زائدة، تقول: "إنّ اليهودَ هم الخبثُ بنفسِه والحقدُ بعينِه"، ومن ذلك قول الشاعر:

هذا لَعَمْرُكمُ الصَّغارُ بعينِه … لا أمَّ لي إن كان ذاكَ ولا أبُ (١)


(١) لعمركم: أسلوب قسم، الصغار: -بفتح الصاد- الأعمال التافهة الحقيرة.
الشاهد: في الشطر الأول، حيث دخلت الباء على لفظ التوكيد "عين" فهي حرف جر زائد جرت الكلمة لفظا، لكن الكلمة توكيد لكلمة "الصغار" الواقعة خبرا، فهي مرفوعة بالضمة المقدرة منع من ظهورها حركة حرف الجر الزائد.

<<  <  ج: ص:  >  >>