للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- قول الشاعر ينذر قومه بجيش مهاجم:

وأنا النّذيرُ بحَرَّةٍ مُسْوَدَّةٍ … تصلُ الجيوشُ إليكم أقوَادَهَا

أبناؤها متَكنِّفون أباهم … حَنِقُو الصُّدورِ، وما هم أولادَهَا (١)

[أما بنو تميم]

فإنهم يبقون الجملة على ما كانت عليه قبل دخول "ما" فتبقى جملة من مبتدأ وخبر، وكلاهما مرفوع، والذي أفادته "ما" هو معنى النفي فقط، وقد قرئت الآيتان السابقتان على لغتهم هكذا: "مَا هَذَا بَشَرٌ" و"مَا هُنَّ أُمَّهَاتُهِمْ" برفع الكلمتين "بَشَرًا، أُمَّهَاتِهِمْ" التزاما للغتهم في القراءة.

لكن أهل الحجاز لا ينطقون برفع الاسم ونصب الخبر إلا إذا استوفت الجملة صفات خاصة من أهمها ما يلي:


(١) النذير: الذي يخبر خبر السوء، حرة: أصلها الأرض ذات الحجارة السود، ومن ذلك "حرة المدينة" والمقصود هنا: الكتيبة المغيرة لكثرة ما تحمل من الحديد، أقوادها: جماعاتها، أبناؤها: فرسان الكتيبة، أباهم: قائدهم، حنقو الصدور: غاضبون.
يقول: إني أنذركم بكتيبة مسلحة، رجالها جماعات كثيرة، ملتفون حول قائدهم، قد امتلأت صدورهم غيظًا منكم.
الشاهد: في "ما أولادها" حيث رفعت "ما" الاسم وهو الضمير المنفصل، ونصبت الخبر وهو "أولادها" على لغة الحجازيين.

<<  <  ج: ص:  >  >>