للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يسمى أحيانا "البدل المطابق" بأن يكون الاسم الثاني -البدل- هو عين الاسم الأول، تقول "نَظَمَ أبو عبد الله محمدٌ بن مالك ألفيته الشهيرة في النحو" أو "ضربَ أبو الشهداءِ الحسين مَثَلًا رائعا للتضحية في سبيل المبدأِ".

ومن ذلك قول القرآن: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ (١).

بدل البعض من الكلّ: يقصد به أن يكون البدل جزءا من المبدل منه تقول: "قطعت الطريقَ نصفَه" أو "ذاكرت الليلَ ثُلُثَيه" أو "ارتفعت العمارةُ دوران منها" ومن ذلك قول القرآن: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ، قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً، نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً﴾ (٢).

وفي هذه الصورة يكون في البدل ضمير يعود على المبدل منه.

بدل الاشتمال: يقصد به -كما يقول ابن عقيل- الدال على معنى في متبوعه، ومعنى ذلك أن متبوعه يشتمل على معناه، وأن هذا المعنى قائم به تقول: "أفادني الأستاذُ علمُه" وتقول: "هداني القمرُ ضوؤه" فمن البيّن أن "الأستاذ" تنسب له معانٍ كثيرة ومنها "العلم" فهو يحمل العلم، والعلم قائم به، ومن البيّن أن "للقمر" معاني كثيرة ومنها "الضوء" فهو مصدر الضوء للأرض، والضوء منسوب إليه، وفي هذه الصورة يكون في البدل ضمير المبدل منه.

هذا هو معنى الاشتمال الذي يسمى به هذا البدل، فالبدل معنى من المعاني يشتمل عليه متبوعه، ولا داعي بعد ذلك لذكر ما خاض فيه النحاة عن معنى هذه الكلمة "الاشتمال" فإن لذلك حديثا طويلا لا يضر جهله.

ومن ذلك قول القرآن: ﴿يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ﴾ (٣).

وأيضا قول القرآن: ﴿قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ، النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ﴾ (٤).


(١) من الآيتين ٦، ٧ من سورة الفاتحة.
(٢) أول سورة المزمل.
(٣) من الآية ٢١٧ البقرة.
(٤) الآيتان ٤، ٥ البروج.

<<  <  ج: ص:  >  >>