للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المستثنى بالكلمات "خلا، عدا، حاشا":

سَيَفْنَى كلُّ شيءٍ في الحياةِ ما خلا وجهَ الله.

وكلُّ ابنِ آدمَ خطّاءٌ ما حاشا الأنبياءَ.

ويغفرُ الله كلَّ الذنوبِ ما عدا الشّركَ بالله.

يرى النحاة أن هذه الكلمات الثلاث "خلا، عدا، حاشا" تستعمل أفعالا جامدة ماضية أو حروف جر، وهذا غريب!! إذ كيف تستعمل الكلمة الواحدة فعلا مرة وحرف جر مرة أخرى!.

لكن، يبدو أن لكلام النحاة توجيها صحيحا؛ لأنهم حين استقر أول الأساليب العربية التي ترد فيها هذه الكلمات، وجدوا أن الاسم بعدها يرد منصوبا أحيانا ومجرورا أحيانا أخرى، وفي حالة نصبه بعدها وجدوها تقبل بعض علامات الأفعال، مثل تاء التأنيث فيقال: "خلتْ، عدتْ" ومن ذلك العبارة المأثورة عند العرب من قولهم: "عدت القبيلةُ طورها" وهي لا تكون إلا مع الأفعال، بخلاف ما إذا ورد الاسم بعدها مجرورا فإنها لا تقبل هذه العلامات، فحكموا بأنها أفعال في الاستعمال الأول وحروف في الاستعمال الثاني.

والخلاصة أن الأسلوب الذي ترد فيه هذه الأدوات أفعالا يختلف عن الأسلوب الذي ترد فيه حروفا للجر، فلا غرابة إذن في قول النحاة ولا تناقض.

إذا تقرر ذلك فإن الذي يلخص أساليب الاستثناء بهذه الكلمات عبارة واحدة هي "إنما ينصب المستثنى بعدها إن قدرتها أفعالا، ويجر إن قدرتها

<<  <  ج: ص:  >  >>