للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الأمثلة السابقة جاء المستثنى بعد الكلمتين "غير، سوى" مجرورا دائما بالإضافة إليهما، أما الكلمتان أنفسهما "غير، سوى" فقد خضعتا في الإعراب لما يخضع له الاسم الواقع بعد "إلا" ففي الكلام التام الموجب يجب نصبهما على الاستثناء، وفي الكلام التام غير الموجب يتبعان ما قبلهما أو ينصبان بحسب نوع المستثنى متصلا أو منقطعا وما ورد من اختلاف النطق بين الحجازيين والتميميين، وفي الاستثناء المفرغ يعربان بحسب ما يقتضيه سياق الكلام قبلهما، ويمكن تطبيق هذا الفهم على هاتين الكلمتين في الأمثلة السابقة.

وقد ورد من شواهد الاستثناء المفرغ مع كلمة "سوى" قول الفَنْد الزِّمَّاني:

فلما صرَّحَ الشَّرُّ … وأمسى وهْوَ عُريانُ (١)

ولم يبقَ سوى العُدوا … نِ دِنَّاهم كما دَانُوا

وقول أبي دهبل الجمحي:

أأتركُ لَيْلَى ليس بيني وبينها … سوى ليلةٍ إنِّي إذنْ لصبورُ (٢)


(١) صرح الشر: بان وظهر، وهو عريان: كناية عن ظهوره أيضا، العدوان: الظلم، دناهم كما دانوا: عاقبناهم بما يعاقبونا به.
يقول: حين أعلن الشر بيننا وبين أعدائنا، ولم يبق غيره، عاقبناهم كما يعاقبوننا، وظلمناهم كما يظلموننا.
الشاهد: في "لم يبق سوى العدوان" وردت "سوى" في كلام مفرغ فتعرب بحسب ما يقتضيه سياق الكلام، وسياق الكلام يقتضي أن تكون فاعلا للفعل قبلها، أما المستثنى "العدوان" فهو مجرور.
(٢) الشاهد: في "ليس بيني وبينها سوى ليلة" جاءت "سوى" في استثناء مفرغ، فهي اسم "ليس" مؤخر، إذ تعرب بحسب سياق الكلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>