للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأولى مثل "ليس" والثانية نافية للجنس.

٥ - فتح الأول ونصب الثاني مع تنوينه، كقول العباس بن مرداس:

لا نَسَبَ اليوم ولا خُلَّةً … اتَّسع الخَرْقُ على الرَّاقِعِ (١)

والأولى نافية للجنس، والثانية مهملة، والاسم بعدها معطوف على محل الأول، ومحله النصب.

هذا مع ملاحظة أن الخبر في أسلوب "لا" المكررة يكون واحدًا فقط غالبا، ويوجه للأولى، ويحذف من الباقي، وهذا أحسن الآراء فيه.

[استعمال "ألا" في اللغة]

قال ابن مالك:

وأعطِ "لا" مع همزة استفهام … ما تستحق دون الاستفهام

"لا" النافية للجنس إذا دخلت عليها همزة الاستفهام، فإنه يبقى لها جميع أحكام الباب. ومن ذلك قول الشاعر:

ألا عُمْرَ ولَّى مستطاعٌ رجوعُه … فيرْأب ما أثْأتْ يدُ الغَفَلاتِ (٢)


(١) الخلة: المحبة والود، الراقع: الذي يصلح الثوب بسد الخروق.
الشاهد: في الشطر الأول "لا نسب اليوم ولا خلة" كررت "لا" والاسم الأول مفتوح، والثاني منصوب باعتبار "لا" الأول نافية للجنس؛ والاسم الثاني معطوف على محل الأول، وهو في محل نصب، وفيه إعرابات أخر.
(٢) يرأب: يجبر ويصلح، أثأت: فتقت وأفسدت، يد الغفلات: المقصود الأخطاء يتمنى عودة العمرالذي فات ليصلح ما أفسده بأخطائه في حياته، وأنى تكون العودة، فما فات قد فات!!
الشاهد: دخول همزة الاستفهام على "لا" النافية للجنس في "ألا" فهي مكونة من كلمتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>