للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن ذلك قول زيد الفوارس عن امرأة تشكو من زوجها:

تألَّى ابنُ أوسٍ حَلْفَةً لَيَرُدُّني … إلى نسوةٍ كأنَّهنَّ مَفَائِدُ (١)

[الصورة اللغوية للمفعول المطلق]

يرد المفعول المطلق على الصور الثلاث التالية:

الصورة الأولى: المؤكد لعامله:

تلمعُ النجومُ في الليل لَمَعَانًا.

فتهْدي الناسَ في الظلمات هُدَى.

يقصد بهذه الصورة ما كان المصدر دالا على الحدث الذي يدل عليه العامل السابق في الجملة، فهو لا يفيد شيئا جديدا عليه، بل يفيد مجرد التوكيد له ومن هذا قول القرآن: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ (٢).

الصورة الثانية: المبين للنوع:

تلمعُ النجومُ في السماء لمعانًا شديدا.

فتهدِي الناس في الظلمات هُدَى النَّجاة.

يلاحظ أن "اللمعان" في المثال الأول قد وصف بالشدة، إذ تبين لنا


(١) تألى: حلف، مفائد: جمع: مفأد بكسر الميم وفتح الهمزة، وهي:
الخشبة التي تحرك بها النار في التنور، وعادة تكون سوداء قبيحة المنظر.
تقول: إنه حلف ليردني إلى بيته، وفيه ضرائر قبيح منظرهن، كريهة صحبتهن.
الشاهد: في "تألى ابن أوس حلفة" حيث نصب المفعول المطلق بفعل من معناه لا من لفظه.
(٢) من الآية ٥٦ من سورة الأحزاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>