للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما أدري أغَيّرهم تناءٍ … وطولُ الدهرِ أم مالٌ أصَابُوا (١)

فأصل الكلام "أصابوه" فحذف الضمير الرابط: لأنه معلوم من الكلام.

[خامسا: شبه الجملة]

يقصد بذلك -كما مر في غير موضع- الظرف والجار والمجرور، حيث يقعان صفة بعد الاسم النكرة، كقولك: "شاهدتُ روايةً في السينما واستمعتُ إلى تمثيليةٍ في المذياع" وكذلك قولك: "لنا لقاءٌ يومَ الخميس عندَ بابِ الجامعة".

[قطع النعت عن المنعوت]

معناه: صرف النظر عن صلة النعت بالمنعوت، فلا يتبعه في إعرابه، وإنما يكون ذلك إذا كان المنعوت معلوما وصفه بتلك الصفة دون ذكرها تقول: "درسْنا قصيدة للمتنبِّي الشاعر" أو "قرأنا "عبقريةَ عمر" للعقادِ الكاتب" أو "سرْنا ليلا في ضوءِ القمرِ المنير" فمن البيّن أن تلك الصفات "الشاعر، الكاتب، المنير" مفهومة بدون ذكرها لأصحابها، وفي مثل هذه الجمل يجوز قطع النعت عن المنعوت.

فإذا قطع النعت عن المنعوت صح في إعرابه وجهان:

الأول: أن يرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف.

الثاني: أن ينصب بفعل محذوف وجوبا، يكون تقديره مناسبا لسياق الكلام.

وخلاصة الأمر: أن إتباع النعت للمنعوت هو الأصل في الكلام.


(١) يحسن العتاب مع الأقارب والأصدقاء، ويطلب جرير ممن يخاطبه إبلاغ عتابه لبني عمه، ومضمون العتاب: أنه متحير من تغيرهم، أهو البعد أم الأيام أم المال!
الشاهد: في "أم مال أصابوا" فإن جملة "أصابوا" صفة لكلمة "مال" وقد حذف منها الضمير، وأصل الكلام "أم مال أصابوه".

<<  <  ج: ص:  >  >>