للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حذف النعت والمنعوت:

قال ابن مالك:

وما من المنعوتِ والنعتِ عُقِل ... يجوز حذفُه وفي النَّعتِ يقل

ومعنى البيت أنه يصح حذف كل من النعت والمنعوت إذا كان معلوما من سياق الكلام، بمعنى أنه مفهوم من الجملة المنطوقة فيتخيل وجوده، ويفرض على الكلام المنطوق فعلا، ومما سيق لذلك من الشواهد الآتي:

- قول القرآن: {أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ} ١ والتقدير "دروعا سابغات".

- ما روي عن العرب: "مِنَّا ظَعَنَ ومِنَّا أقَامَ" والتقدير: "فريقٌ ظَعَنَ وفريقٌ أقَامَ".

- قول القرآن: {وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً} ٢.

والتقدير: "كل سفينة صالحة".

- قول العباس بن مرداس يخاطب الرسول:

وقد كنتُ في الحربِ ذا تُدْرَأ ... فلم أعْطَ شيئا ولم أمْنَعِ٣


١ من الآية ١١ سورة سبأ.
٢ من الآية ٧٩ سورة الكهف.
٣ ذا تدرأ: ذا قوة وسداد.
الشاهد: في قوله: "فلم أعط شيئا" إذ حذفت الصفة، وتقدير الكلام: "فلم أعط شيئا نافعا" وهذا يقتضيه السياق؛ لأنه يعتب على الرسول، فيقول: إنه أبلى في الحرب بلاء حسنا لكن لم يميز بشيء من الغنيمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>