للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هي التي لا يستفاد معناها بدون ذكرها، فهي إذن تعتبر أساسا لمعنى جديد لا يفهم من الجملة قبلها، ولهذا يطلق عليها أيضًا اسم "المؤسِّسَة".

الحال المؤكدة: هي التي يستفاد معناها من الكلام السابق عليها في جملتها، وفائدتها إذن تأكيد هذا المعنى المستفاد، ولهذا سميت "المؤكدة" ولها الصور الآتية:

١ - المؤكدة لعاملها: وذلك إذا كان معناها في هذا العامل، كقول القرآن: ﴿فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً﴾ (١) وقوله: ﴿وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾ (٢).

٢ - المؤكدة لصاحبها: وهي التي يستفاد معناها من صاحبها، كقول القرآن: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً﴾ (٣).

٣ - المؤكدة لمضمون الجملة: هي التي يستفاد معناها من النسبة بين الخبر والمبتدأ، على معنى أنه إذا ذكر المبتدأ ونسب له الخبر بعد ذلك، فهم معناها دون ذكرها، إذ تتضمن هذه النسبة معناها عادة، كما نقول "الأستاذ قويٌّ في مادّته مُفهِمًا" وكما نقول: "هذا أخوك ناصرا لك" أو "هذا أبي رحيمًا بي" ومن ذلك قول الشاعر:

أنا ابنُ دارةَ معروفًا بها نسبي … وهل بدارةَ يا للنَّاسِ من عَارِ (٤)


(١) من الآية ١٩ سورة النمل.
(٢) من الآية ٦٠ سورة البقرة.
(٣) من الآية ٩٩ سورة يونس.
(٤) دارة: اسم أم الشاعر.
الشاهد في قوله: "أنا ابن دارة معروفا بها نسبي" فإن الحال في هذه الجملة "معروفا بها نسبي" مؤكدة لمضمون الجملة "أنا ابن دارة" إذ لم تضف الحال شيئا جديدا لمعنى الجملة.

<<  <  ج: ص:  >  >>