للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"يا مالِ" ببقاء كسرة اللام -وهي قراءة ابن مسعود- وتقول على اللغة الأولى: "يا جعفُ ويا مالُ" بالضم ا. هـ.

[الترخيم لضرورة الشعر]

الأصل في الترخيم أنه حكم من أحكام المنادى، بمعنى أن الاسم الذي يصح ترخيمه هو الاسم المنادى فقط، فإذا كان الاسم غير منادى لا يصح ترخيمه، بل يستعمل كاملا دون حذف شيء منه.

هذا هو الأصل: لكن النحاة استثنوا من ذلك ما يضطر إليه الشاعر في شعره، ولا يجد مفرًّا من حذف بعض الكلمة، حينئذٍ يجوز له الحذف مع أن الاسم غير منادى؛ لأن مجال الشاعر في استعمال الكلمات ضيق؛ لحاجته للوزن والقافية والتقديم والتأخير فيباح له ما لا يباح للناثر، ويطلق على هذا المباح له اسم "ضرورة الشعر"، ومن ذلك المباح حذف أواخر بعض الكلمات دون أن تكون مناديات.

ومما يستشهد به لذلك قول امرئ القيس:

لَنِعْمَ الفَتَى تَعْشُو إلى ضوءِ نارِه … طَريفُ بنُ مَالِ ليلةَ الجوعِ والخَصَر (١)

ومن ذلك أيضا قول جرير:

ألا أضحتْ حبالُكم رِمَامَا … وأضحتْ مِنكَ شاسعةً أُمَامَا (٢)


(١) تعشو إلى ضوء ناره: تقصدها، الخصر: -بفتح الصاد- شدة البرد.
الشاهد: "طريف بن مال" أصله "طريف بن مالك" فرخمت "مالك" مع أنها غير منادى لضرورة الشعر.
(٢) أضحت: بمعنى صارت، حبالكم: يقصد روابط المودة والألفة، رماما: بالية متقطعة، شاسعة: بعيدة عنك بعدا شديدا، أماما: اسم حبيبته.
يقول: لقد انقطع الود والحب وبعدت أمامة عني بعدا شديدا، بعدًا لا لقاء بعده.
الشاهد: في "أماما" أصلها "أمامة" وهي اسم "أضحى" مؤخر، فليست منادى، ورخمت لضرورة الشعر.

<<  <  ج: ص:  >  >>