مشوهة ناقصة الحروف، كما أن الحرف الأخير منه بعد الحذف ليس هو الحرف الأخير منه قبل الحذف، فقولنا مثلا:"يا فاطمةُ" قبل الحذف غير قولنا: "يا فاطم" سواء من حيث الحروف أو من حيث آخر الكلمة.
هذا الاسم المنادى الذي حذف آخره يستعمله العرب بعد هذا الحذف على لغتين هما: لغة من ينتظر ولغة من لا ينتظر، ويقصد بالانتظار: التوقف عند ما بقي من الكلمة بعد الحذف، فلا يغير فيها شيء؛ لأن ما حذف منها كأنه موجود تقديرا، فنقول مثلا في "يا عائشة": "يا عائشَ" بفتح الشين ونقول في "يا أحمد": "يا أحمَ" بفتح الميم.
أما من لا ينتظر فهو الذي لا يتوقف انتظارا للمحذوف، بل يعامل ما بقي من الكلمة على أنه كلمة مستقلة، فيضم آخرها مبنية فيقول في المثالين السابقين:"يا عائشُ" و"يا أحمُ" وعلي ذلك:
فلغة من ينتظر: هي تلك اللغة التي تعامل الاسم المرخم على اعتبار أنه اسم غير كامل الحروف، فتتوقف عند ما بقي من حروفه على ما هي عليه دون تصرف فيه انتظارا للمحذوف مثل "يا فاطمَ".
أما لغة من لا ينتظر: فهي تلك اللغة التي تعامل الاسم المرخم على اعتبار أنه اسم مستقل قد قطع عما حذف منه، وحينئذٍ يتصرف في آخره بما يقتضيه بناؤه على الضم "يا فاطمُ".
ولعلنا بعد هذا الشرح يمكن أن نفهم قول ابن هشام نصا:
"الترخيم يجوز فيه قطع النظر عن المحذوف، فتجعل الباقي اسما برأسه، فتضمه، ويسمى لغة من لا ينتظر، ويجوز ألا تقطع النظر عنه، بل تجعله مقدرا، فيبقى ما كان على ما كان عليه، ويسمي لغة من ينتظر، فتقول على اللغة الثانية في "جعفر": "يا جَعْفَ" ببقاء فتحة الفاء، وفي "مالك"