للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والموصوف، والذي يفهم من هذا الرأي أن الجار والمجرور "لنا" صفة لكلمة "جيران" وأن "كانوا" كلها زائدة مع إسنادها لواو الجماعة وكلمة "كرام" صفة أخرى، وهذا فيما أرى توجيه مرجوح.

[حذف "كان" مع اسمها]

لاحظ الأمثلة الآتية:

- تتوالى الحروبُ في الدنيا إنْ حقًّا وإنْ باطلا.

- ويذكر المتحاربون دائمًا أسبابا لحربِهم إن صِدقًا وإن كذِبًا.

حذفت كان واسمها بعد "إنْ".

- وفي بعض الظروف تَصير الحربُ ضرورةً ولو صعبةً.

- ففي سبيل الحرّيَّة يهونُ ما يُبْذَلُ ولو أرْواحًا.

حذفت كان واسمها بعد "لو".

باستقراء الأساليب العربية وجد أن "كان واسمها" يحذفان من الكلام إذا تقدم عليهما إحدى أداتي الشرط "إن، لو" ففي المثال الأول "تتوالى الحروبُ في الدنيا إنْ حقًّا وإنْ باطلا" تقدير الكلام "إن كانت الحروب حقا وإن كانت الحروب باطلا"، وفي المثال الأخير "ففي سبيل الحرية يهون ما يبذل ولو أرواحا" تقدير الكلام "ولو كان المبذول أرواحا".

وهذا الحذف -بعد هاتين الأداتين- جائز لا واجب، بمعنى أنه يمكن أن تنطق الجملة كاملة دون حذف

-وهذا هو الأصل- كما يمكن نطقها بالحذف وهذا خلاف الأصل، فمثلا إذا قلنا "تقبَّل النُّصحَ ولَوْ مُرًّا" يمكن أن نقول "تقبلْ النّصحَ ولو كان النُّصحُ مُرًّا".

<<  <  ج: ص:  >  >>