بنصب كلمة "آل" في الشطر الأول، ونصب كلمة "مذهب" في الشطر الثاني.
الصورة الثالثة:
لا يكذبُ إلا الجبانُ.
فلا يعرف القويُّ إلا الصراحةَ.
ولا يتحدّثُ إلا بالصدقِ.
أن يكون الكلام غير تام وغير موجب، والمقصود بهذه الصورة إذن أن يكون الأسلوب خاليا من المستثنى منه، وأن يتقدمه نفي أو شبهه، كما ترى في الأمثلة السابقة.
في هذه الصورة تصبح "إلّا" ملغاة لا عمل لها، ويقول عنها النحاة في الإعراب:"إلا: أداة استثناء ملغاة لا عمل لها" ويعرب الاسم الذي بعدها بحسب ما يقضي به نظام الجملة، فإن احتاجت إلى فاعل أو نائب فاعل رفع وإن احتاجت لاسم منصوب نصب، وإن احتاجت لاسم مجرور جاء مجرورا ففي المثال:"لن يفيدَ إلا النضالُ" كلمة "النضال" فاعل مرفوع، وفي الجملة "هل يخسر اللاجِئُ إلا خيمتَه" كلمة "الخيمة" منصوبة مفعول به، وفي الجملة "لا تُنْصِتَ إلا للكلامِ المفيد" الفعل لازم، فاحتاج إلى جار ومجرور هو "للكلام".
وينبغي الإشارة هنا إلى أمرين مهمين:
الأول: أن النحاة يطلقون على هذه الصورة -غير التام وغير الموجب- أحد مصطلحين "الاستثناء المفرغ، أو الاستثناء الناقص" ولكل من التسميتين تسويغه لديهم، فهو استثناء مفرّغ -كما يقول ابن هشام- لأن ما قبلها قد تفرغ