وأحبُّ إلى الله من المؤمنِ الضعيفِ" ونقول: "القوةُ الجاهلةُ حماقةٌ مهلكَةٌ والقوةُ العاقلةُ شجاعةٌ مفيدةٌ".
فالصلة إذن في هذه الصورة بين النعت والمنعوت صلة قوية جدا، ومن أجل ذلك يجب التطابق التام بينهما، بأن يتفق مع المنعوت السابق عليه في الآتي:
أ- أوْجُه الإعراب، الرفع والنصب والجر.
ب- التعريف والتنكير.
ج- الإفراد والتثنية والجمع.
د- التذكير والتأنيث.
فهذه صفات عشر يحمل النعت ومنعوته أربعا منها في كل مثال، حيث يتطابقان تماما في هذه الأربعة، فلنطبق ذلك على الأمثلة التالية:
الصديقُ الوفيُّ خيرٌ من أخٍ شقيقٍ.
الصديقان الوفيّان خيرٌ من أخوين شقيقين.
إن الأصدقاءَ الأوفياءَ خيرٌ من الإخوةِ الأشقاءِ.
الصديقةُ الوفيةُ خيرٌ من أختٍ شقيقةٍ.
ولعلّنا بعد هذا الشرح السابق نفهم تلك العبارة المشهورة بين المشتغلين بالنحو -والمعربين منهم خاصة- عن النعت الحقيقي وهي: "يتبع النعت الحقيقي منعوته في أربعة من عشرة" ويقصدون بذلك أنه يتفق معه في واحد من أوجه الإعراب الثلاثة، وفي واحد من التعريف أو التنكير، وفي واحد من الإفراد أو التثنية أو الجمع، وفي واحد من التذكير أو التأنيث، فيجتمع فيه في وقت واحد أربع صفات من عشر، وهكذا هو دائما.