وَيْلٌ لأمَّةِ سائدٍ جُهَّالُها متحكِّمٍ فيها سفهاؤُها.
وَوَيْلٌ لشعبٍ صامتٍ عقلاؤُه متسلطةٍ عليه أهواؤُه.
يسمى هذا النعت "سببيا" لأنه في الحقيقة وواقع الأمر ليس تابعا للاسم السابق عليه من حيث المعنى، فهو لا يتجه إليه، وإنما يتجه للاسم الذي يأتي بعده، ففي الأمثلة السابقة مثلا يلاحظ أن "السيادة" متجهة للجهال لا للأمة، وأن "التحكم" متجه للسفهاء لا للأمة أيضا، وكذلك "الصمت" للعقلاء لا للشعب، ومثله "التسلط" للأهواء لا للشعب.
فهذه الصورة إذن -بهذا الاعتبار- خارجة عن مفهوم التوابع لولا أن الاسم المتأخر الذي يتجه إليه الوصف يحمل ضمير الاسم السابق على الوصف كما يلاحظ في "جهالها، سفهاؤها، عقلاؤه، أهواؤه"، فهذا الضمير إذن صلة بين المتبوع والمتقدم والموصوف الحقيقي -إنه سفير بينهما- وأدى بالتالي إلى وجود صلة بين الوصف والمتبوع المتقدم، فهو إذن سبب اعتبار هذه الصورة في اللغة من باب النعت، وأطلق عليها النحاة اسم "النعت السببي" بسبب هذا الضمير.
وقد عرف النحاة هذه الصورة من صور النعت تعريفات متعددة يمكن توضيحها بما يلي:
النعت السببي: ما اتجه من حيث المعني لوصف اسم ظاهر بعده مرفوع واتجه من حيث اللفظ إلى المتبوع السابق عليه، ووجدت الصلة بين المتبوع المتقدم والموصوف المتأخر بضمير يحمله الاسم اللاحق.