للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- قول الشاعر:

أحقًّا عبادَ اللهِ أن لستُ صادِرًا … ولا وارِدًا إلا عَلَيَّ رقيبُ (١)

ففي هذه الشواهد وأمثالها حذف حرف النداء "يا" جوازًا، ولو ذكر لكان الكلام واردا على الأصل دون اعتراض.

لكن يصبح هذا الحذف واجبا في كلمة "اللهم" وهي مكونة من لفظ الجلالة "الله" ومن ميم مشددة متصلة به جاءت عوضا عن حرف النداء المحذوف، وهذه الكلمة -بهذه الصورة- هي المستعملة بكثره في نداء اسم الله تعالى، ويقل أن يستعمل لفظ الجلالة وحده دون الميم المشددة.

فإذا استعملت الصورة الأولى "اللهمّ" وجب حذف حرف النداء ويشذ ذكره، وإذا استعملت الصورة الثانية "الله" وجب ذكر حرف النداء ويشذ حذفه، فلنتأمل الشواهد الآتية:

- قول القرآن: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ﴾ (٢).

- قول أمية بن أبي الصلت:

رضِيتُ بك اللَّهمَّ ربًّا فلن أُرَى … أدينُ إلاهًا غَيرَكَ اللهُ ثانيا (٣)


(١) الشاهد: في "عباد الله" حيث حذف حرف النداء "يا" وأصل الكلام: "أحقا يا عبد الله".
(٢) من الآية ٢٦ من سورة "آل عمران".
(٣) هذا بيت من أبيات التوحيد التي كان يقولها "أمية بن أبي الصلت" مع أنه لم يسلم.
الشاهد: استخدم في الشطر الأول "اللهم" بحذف حرف النداء "ياء" وهذا أصل في تلك الكلمة مع الميم المشددة، ثم حذف حرف النداء من "الله" في الشطر الثاني، وهذا خلاف الأصل؛ لأن لفظ الجلالة بدون الميم إذا نودي فإنه يجب ذكر حرف النداء معه.

<<  <  ج: ص:  >  >>