أيضا، فنقول:"أصبح عصرُنا علْمًا عملًا قوّةً" كلها أيضا منصوبة، ومع ذلك لا يعتبر الثاني أو الثالث منها من التوابع مع أنه يتبع ما قبله في إعرابه الحاصل والمتجدد، لأنه خبر، ومشروط في التابع ألا يكون خبرًا.
هذا، ومما يعرض له النحاة في حديث التوابع البحث عن العامل فيها كما هو الشأن في بحثهم عن عوامل كل الوظائف النحوية، ويختلفون في ذلك اختلافا كثيرا، وهو موضوع غير مفيد نحويا، لكنه صورة ذهنية لمشاكل العامل وفلسفته في النحو، فليكن العامل في المتبوع هو العامل التابع، أو فليكن العامل في التابع معنويا، أو فليكن العامل محذوفا مماثلا للمذكور المتبوع، فكل ذلك لا يفيد شيئا، والمفيد حقا أن يذكر أن التابع يماثل ما تبعه في إعرابه، وهذا يكفي.