للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإضافة المعنوية: هي ما انتفى منها الشرطان المذكوران أو أحدهما وهذا النوع هو الإضافة الحقيقية، وهي كثيرة جدا في اللغة العربية، مثل "عميدُ الكليةِ، طلابُ العلمِ، روعةُ الانتصارِ، ذلّةُ الهزيمةِ".

هذا النوع من الإضافة يستفيد منه "المضاف" التعريف أو التخصيص على النحو التالي:

١ - إذا كان المضاف إليه معرفة كان المضاف معرفة مثل: "في محاضراتِ النحوِ سهولةُ الأسلوبِ وثَراءُ الأفكارِ".

٢ - إذا كان المضاف إليه نكرة أفاد تخصيصه فقط دون تعريفه مثل: "قولُ حقٍّ في وجهِ ظالمٍ شجاعةُ ضميرٍ ودليلُ حريَّةٍ".

ومن هذا يفهم لماذا سميت "معنوية" لأنها تفيد أمرًا معنويا هو تعريف المضاف أو تخصيصه.

ومن هذا أيضا يفهم لماذا سميت"مَحْضَة"؛ لأنها هي الإضافة حقيقة إنها الإضافة الخالصة التي يترتب عليها الأحكام السابقة، ولا يمكن فيها فصل المضاف عن المضاف إليه ولو على سبيل التقدير.

هذا وقد درست كتب مسائل النحو العلاقة بين المضاف والمضاف إليه من جهة المعنى في الإضافة المعنوية وحدها؛ لأنها -كما سبق- هي الإضافة حقا التي يتلازم فيها المضاف والمضاف إليه ويتكاملان، بخلاف اللفظية فإن الإضافة فيها على تقدير الانفصال بين المضاف والمضاف إليه.

وخلاصة ذلك: أن الإضافة المعنوية تأتي في اللغة العربية على صور ثلاث:

الأولى: ما تأتي بمعني "في" وضابطها ما كان المضاف إليه ظرفا للمضاف، وبعبارة أقرب: أن يصح إحلال المضاف في المضاف إليه وتقدير "في"

<<  <  ج: ص:  >  >>